مسائل
في الجباية
الجباية
هي منظومة
الضرائب
والأداءات
والأتوات
التي يقع
توظيفها على
المداخيل
والمواد
والخدمات العمومية.
وعرف G.Jeze
الجباية
بطريقة بسيطة
قائلا : »للدولة
مصاريف، يجب
تغطيتها « .
ومسألة
الجباية هامة
إذا نظرنا لها
من وجهة نظر
توظيف
الموارد.
فمن هذه
الناحية يمكن
أن نعتبر أن
كل دينار يقع
دفعه للجباية
هي تضحية من
الفرد وكذلك
من المجتمع
الذي يحرم من
توظيف المال
المدفوع في
الجباية للأستثمار
في الإقتصاد
الخاص وتكون
هذه التضحية
مبررة إذا
إستعملت
الدولة
الموارد
الجبائية
بصفة ناجعة.
1- ما هي
أهمية
الجباية ؟
للجباية
أهمية كبرى في
منظومة
الحياة
العمومية
والإجتماعية
والإقتصادية
وهي بالتالي
تتعلق بصفة مباشرة
وهامة
بالسياسة.
وتساءلت
بعض البحوث عن
جدوى الجباية
فتبين أن
الأنظمة التي
لا تنطوي على
أية جباية
ليست أنجع من
الأنظمة التي
ترتكز على الجباية.
ولكن إذا كانت
الجباية
ثقيلة ومشطة ينتج
عنها مردود
إقتصادي
وإجتماعي
سلبي.
إذا
الأنظمة بدون
جباية غير
ناجعة
إقتصاديا وإجتماعيا
والأنظمة
التي تشمل على
جباية مشطة
غير ناجعة
إقتصاديا
وإجتماعيا،
لذلك من الحكمة
إيجاد نظام
جبائي ذو قدرة
تنافسية مقارنة
مع البلدان
الأخرى
المنافسة.
وللجباية
أهمية :
-
للتمويل
العمومي،
-
للإقتصاد
والمؤسسات،
-
وللمجتمع
والأفراد.
2-
ما هي أهمية
الجباية إذا
بالنسبة
للتمويلات
العمومية ؟
للتمويل
العمومي
تأثير كبير
على النجاعة
الإقتصادية
والإجتماعية.
ووضع
التمويل
العمومي يعطي
صورة أمينة عن
الوضع العام
لأي إقتصاد في
العالم وهو
يتأثر ويؤثر
في الأوضاع
الإقتصادية
كما يؤثر بصفة
عامة على حياة
كل فرد.
ومثلا
إذا إرتفع
العجز في
الميزانية،
ترتفع نسبة
الفائدة
ويضعف
الإستثمار
الخاص وإذا كان
العجز كبيرا
تضعف العملة
وترتفع
الأسعار.
لذا
مقدرة الدول
على أداء
الخدمات التي
لا يمكن
لغيرها
القيام بها كالأمن
والدفاع
والعدالة
والدفاع عن
الحقوق أمام
العالم
مرتبطة بصفة
مباشرة
بأوضاع
الإقتصاد والتمويل
العمومي مع
العلم أن جل
التمويل
العمومي متأتي
من الجباية.
وحتى
يتمكن
التمويل
العمومي أن
يكون متوازنا
بدون التأثير
سلبا عن النمو
الإقتصادي
والإجتماعي
في نظام إقتصاد
السوق الحر
والمفتوح على
العالم يجب أن
تتوفر ثلاثة
شروط :
(1)
نسب جبائية
معقولة،
(2)
قاعدة
واسعة،
(3)
الإنصاف.
بالنسبة
للنسب
الجبائية،
لا بد لنا أن نستعرض
نظرية Laffer عالم
الإقتصاد
الذي شغل منصب
مستشار
للرئيس Regean
والتي تقول
أنه إذا فاقت
نسبة الجباية
قدرا معينا يصبح
لها مردود
عكسي – ونتج عن
هذه النظرية
المقولة
الشهيرة » النسب تحطم
الأرقام « Les taux abattent les totaux.
فمثلا،
إذا كانت
النسبة 10%
يقبل المطالب
بالأداء
التصريح
بكامل مداخيله
عن طوعية وإذا
كانت نسبتها 20%
ويكون
أكثر ترددا
وإذا بلغت 100% على سبيل
المثال يتوقف
كل نشاط
إقتصادي يصبح
مردود
الجباية صفر لأننا
لا نجد أحدا
في نظام
إقتصاد السوق
يقبل أن يعمل
بدون فائدة
شخصية مباشرة.
وفي
الأصل، هذه
النظرية تعود
لأول عالم
إجتماعي في
التاريخ ألا
وهو التونسي
إبن خلدون »
رحمه الله «
الذي وصف في
المقدمة
النظرية التي
طورها بعده Laffer وجماعته
وأعطاها صبغة علمية
démonstration mathématique.
القاعدة
الواسعة :
مدى
توسيع
القاعدة هي
أهم تحدي
للجباية في البلدان
النامية.
فمثلا في
تونس، وجود 80% من
الأشخاص
الطبيعيين
الخاضعين
للجباية تحت
النظام
التقديري يعد
شيء غير
طبيعي.
والقاعدة
الواسعة تجعل
"حمل الجماعة
ريش" وخاصة
تحافظ على
عناصر
المنافسة
الشرعية. وكلما
إتسعت
القاعدة كلما
أمكن إستعمال
نسب أقل وكلما
تمكنا من جعل
القاعدة أكثر
إنصافا وأكثر
تلائما مع
الواقع
الإقتصادي.
الإنصاف :
ترتبط
الجباية
بالإنصاف كما
جاء بالفصل 16
من الدستور.
وأهم ما يعنيه
الإنصاف هو ببساطة
»لمدخول
متساوي،
ضريبة
متساوية «
1-2 ما هو
مفهوم العجز ؟
العجز هو مصطلح
تقني معمول به
يعني ما يفوق
من إقتراض
جديد من الدولة
على تسديد
الدين في
الأصل.
وهو كذلك
ما يقع تسديده
من فوائد
الديون
بواسطة
الإقتراض وهو
كذلك الفارق
بين مداخيل
الدولة
الذاتية و
مصاريفها بدون
إعتبار تسديد
أصل الدين.
وهناك
إتفاق حول
قواعد التصرف
في التمويل
العمومي
تعتبر التمويلات
العمومية
متوازنة إذا
توفر شرطين :
1- أن لا
يفوق العجز
السنوي 3%
من الناتج
القومي الخام،
2- أن لا
يفوق التداين
العمومي 60% من الناتج
القومي الخام.
2-2
ماذا يمكن أن
نقول حول
مسألة
التداين
العمومي ؟
التداين
العمومي هو ما
تورثه
الأجيال
بعضها البعض.
ويعتبر
التداين
العمومي
مبررا إذا تم
توظيف الأموال
المتأتية من
التداين في
ميادين ذات
مردود طويل
المدى بحيث
إذا لم تقم
الدولة
بالإستثمارات
في هذه
الميادين
يعجز الخواص
على القيام
بها.
فنأخذ
مثلا : إذا
تداينت
الدولة
لتطوير التعليم
والتكوين
يعتبر ذلك
صائبا لأن
مردود التعليم
وتطوير
الكفاءات
يمكن من خلق
مزيد الثروات
في المستقبل
مما يمنح
الأجيال
القادمة الإمكانيات
المادية
لتسديد
القروض – وإذا
إخترنا بين
هذه الوضعية
ووضعية لا
تقترض الدولة
فيها ولا
يتطور
التعليم فنجد
نفسنا بدون
دين للتسديد
ولكن كذلك في
نفس الوقت أقل
مقدرة على خلق
الخيرات.
3- أهمية
الجباية من
الناحية
الإقتصادية
تكتسب
الجباية
أهمية
إقتصادية متنامية
:
-
فمن ناحية
تعتبر
الجباية
وسيلة سليمة
لتغطية
المصاريف
العامة
للإقتصاد
والمجتمع،
-
وهي وسيلة من
وسائل توجيه
الإقتصاد.
الجباية
لتغطية
مصاريف
الدولة
تعد
الجباية
المورد
الرئيسي
لتغطية
مصاريف الدولة
وبالتالي
لنجاعتها.
فيما أن
الجباية تعد
بالنسبة
للمجتمع تضحية
لأنها تقطع من
الموارد التي
كان يمكن أن
تستعمل في خلق
الإستثمار في
القطاع الخاص،
يجب أن تكون
الجباية
وبالتالي
مصاريف الدولة
حكيمة.
وفي هذا
الشأن أفرزت
النظرية
الإقتصادية
ثلاث نظريات
هامة :
الأولى
وتسمى قانون Loi
de wagner تقتضي
بأنه كلما
إرتفع مستوى
العيش إجماليا
كلما مكن ذلك
من الترفيع في
نسبة الجباية.
لنأخذ
مثلا : شخص
يحقق دخلا بـ3000
دينار سنويا
يوظف عليه 10% يعطي
جباية بـ300
دينار تألمه
أكثر مما
يدفعه شخص آخر
يحقق دخل
بقيمة 30000 دينار
سنويا توظف
عليها نسبة 20% أي 6000 ضريبة
لأنه يبقى
للأول 2700 بينما
يبقى للثاني 24000
دينار.
لذا،
كلما ترفه
المجتمع،
كلما قبل نسبة
ضريبة مرتفعة
أكثر.
النظرية
الثانية
تتعلق بنسبة
الضغط الجبائي
نسبة
الضغط
الجبائي هي
نسبة متأتية
من قسمة مجموع
الموارد
الجبائية على
الناتج
القومي الخام.
فإذا كانت هذه
النسبة 21%
ويعني ذلك أن
كلما أنتجنا
بقيمة 100 يكون
نصيب الدولة
من هذا
الإنتاج 21.
ولنتعرف
عن ما إذا
كانت النسبة
مرتفعة أم لا
لابد أن نأخذ
بعين
الإعتبار
طريقة توزيع
الجباية على
المجتمع. وإذا
كان البعض لا
يتحمل 21%
فإنه
بالضرورة
يتحمل البقية
نسبة أكبر من 21
حتى يكون
المعدل العام
21% ومن هنا
تأتي خطورة
التهرب
الجبائي.
ويعد
التهرب
الجبائي أخطر
شيء يهدد
الإنصاف الجبائي
لأن المتهرب
بصفة مبسطة هو
من يمكن نفسه
من رفاهية على
حساب من لا
يتهرب من
الجباية.
والنظرية
الثالثة تهم
ما يسمى
بالزاوية الجبائية
للعمل
وهي تمثل
الفارق بين
التكلفة
الكاملة
للشغل بما في
ذلك الخصم من
المورد
والضمان
الإجتماعي
وما يدخل جيب
الأجير وكلما
إرتفعت
الزاوية
الجبائية للشغل
كلما شجع ذلك
الإقتصاد
الموازي.
وعلى
سبيل
المقارنة
يبلغ معدل
الزاوية الجبائية
للأجير في
بلدان
الإتحاد
الأوروبي 51% وفي الولايات
المتحدة
الأمريكية 32.
وفي تونس :
أجر صافي 500
دينار يوظف
عليه 250 وتكون
الزاوية 33%
أجر صافي 800
دينار يوظف
عليه 430 وتكون
الزاوية 35%
أجر صافي
1500 دينار يوظف
عليه 960 وتكون
الزاوية 39%.
الجباية كأداة
لتوجيه
الإقتصاد
نحتاج
لتوجيه
الإقتصاد من
طرف الدولة في
حالتين :
-
الحالة
الأولى :
عندما يكون للنشاط
تأثير خارجي
إيجابي Externalité
positive
-
الحالة
الثانية : إذا
كان مردود
السوق ضعيف.
الحالة
الأولى : Externalité
positive
عندما
تكون الفائدة
الإجتماعية
من عمل ما أكبر
من الفائدة
الخاصة، يوجد
تأثير خارجي إيجابي
يبرر منح
إمتيازات
جبائية.
فمثلا
عندما يكتشف
باحث في علم
ما إكتشاف،
يستفيد من ذلك
الإكتشاف
الجميع بدون
مقابل
بالكلفة
الحقيقية لذا
تكون المنفعة
العامة أكبر
من المردود
الخاص ولذلك
تمنح كل
التشاريع
الجبائية في
العالم
إمتيازات
جبائية
ومالية للبحث
العلمي الخاص.
كما هو
الشأن
للتأليف
والأنشطة
الثقافية،
بحيث تكون
الفائدة التي
يجنيها
المجتمع من
التأليف والنشر
والأنشطة
الثقافية تفوق
عادة المردود
الخاص وذلك ما
يبرر ضرورة منح
الإمتيازات
الجبائية
لهذه الأنشطة.
الحالة
الثانية :
تبرر
الإمتيازات
الجبائية إذا
كان مردود
السوق ضعيف
سواء رجع ذلك لطبيعته
أو كان لسبب
ضعف الطلب أو
للصعوبات
التي تتأتى من
المحيط
وغيره...
وفي هذا
الحالات تمكن
الإمتيازات
الجبائية من
التخفيض من
مخاطر
الإستثمارات
ولكن يبقى أهم
حافز
للإستثمار هو
النظام
الجبائي العام.
الجباية
والمؤسسة :
المؤسسة
هي أهم دافع
للجباية
(1) بالنسبة
للمؤسسة،
الجباية هي
عنصر من عناصر
التكلفة وهي
بالتالي تأثر
على المقدرة
التنافسية
للمؤسسة وهنا
لا بد من
النظر
للجباية قطاع
بقطاع وإذا
نشطت المؤسسة
في قطاع شفاف
بصفة هامة،
وهي لا تعطي
أهمية
للجباية
وبالعكس تصبح
الجباية
مسألة هامة إذا
تواجد في
القطاع
مؤسسات شفافة
جبائيا ومؤسسات
تتهرب من
الجباية.
(2) العديد
من المؤسسات
تستمد نشاطها
من الدولة
وبالتالي من
الجباية
كمؤسسات
الأشغال الكبرى.
(3) ويمكن أن
يكون للجباية
تأثيرا على
السيولة في
المؤسسة إذا
تراكم لديها
الفائض في
الأداء المتأتي
خاصة من الخصم
من المورد
سواء كان
بعنوان
الأداء على
القيمة
المضافة أو
الضريبة على
الشركات.
4- ما هي
أهمية
الجباية
للمجمتع
والأفراد ؟
تتأثر
حياة
المجتمعات
بصفة مباشرة
بالجباية.
فلولا
الجباية لما
حققت تونس
التقدم الذي
نعرفه والذي
نحن مدينين له
في ميدان
التعليم والصحة.
فكل سياسات
الدولة
الإجتماعية
والتعليمية وكذلك
الصحية
مرتبطة
بالجباية.
وتمثل
الجباية كذلك
أهمية قسوى
بالنسبة للأفراد.
نحن
جميعا نعيش مع
الجباية فكل
شيء نستهلكه فيه
جباية وكل
الخدمات
العمومية
التي نتمتع بها
مجانا ممولة
من الجباية.
وتاريخيا
لعبت الجباية
دورا هام في
حماية
الأفراد من
النهب المسلط عليهم
من طرف
العصابات
التي تنتشر في
غياب الدولة
فخدمات
الدولة
والأمن مرتبطة
بوجود نظام
جبائي وكذلك
لعبت الجباية
دورا هاما في
نشر
الديمقراطية
لأن أول
برلمان تم
إنشاءه في
أنقلترا كان
القصد منه المصادقة
على مصاريف الدولة
التي يتم
تمويلها
بالجباية.